الاثنين، 24 فبراير 2014

النّاس مبادىء ومعادن


يصادفني الكثير من النّاس,منهم من يمر ثقيلا" ومنهم من يمر كلمح البصر,ومنهم من كان معلم ومدرسة ومنهم من نخسر معه ما ربحناه من ثقافة وعلم وأدب.



تماما" مثل المعادن منهم :الفضي والذّهبي والنّحاسي والتّنك .وأيضا" البشر مبادىء ولا تبنى شّخصية المرء على أسس إذا حفظناها سمّونا بأفكارنا وإذا تركناها هوينا بكليتنا.



وهذه المضغة الصّغيرة التّي وراء ضّلوعنا هي من تقرّر صّلاحنا من فسّادنا ,خيرنا من شّرنا,



ولكل نفس حصّته من الخير وحصّته من الشّر ,وقد خاب من دسّاها وقد أفلح من زكاها.ومثلا" حصلت معي حادثة منذ مدة لقد وقع مني سلسال من ذهب في مصرف للمياه الآسنة ,وطبعا" انتشلته وباعتقادي أنني سوف أخسره ,ولما أخذته الى الصائغ نظفه واعاده يلمع أكثر ولم يفقد قيمته بل بقي ذهبا" وعياره أربع وعشرون قيراط.



يعني تعلّمت من هذه الحادثة أنّ البّشر الأصيلين لا يتّغيرون بحسب أهواء الظروف ومقاديرها.



ويلزمني بعد الكثير لأتعلم ولذلك أتمنى صحبة الأخيار ومرافقة العلماء ومؤازرة كل احتفالية تزيدني علما" ومعرفة وتشذب لي نفسي من شوائبها وتهذب عواطفي وأحاسيسي وتجعلني أتملك ملكة حسن التعامل مع الغير وروعة التصرف أمام منعطفات الحياة.



وكل ثانية لا اتعلم فيها كيف أكون أفضل أمحوها ولا اعتبرها من أيامي ,وكل ثانية أتعلم منها أي درس وعظة ولو من جاهل أو شرير ,توسمني علامة فارقة على سنين عمري وتجعلني أضاعف أيامي واعيش عمري أعمارا" بعدد حروف أبجدية لطالما عشقتها منذ حداثتي ,ولطالما كانت هواي في صباي ولغاية الآن لا تزال نبضات قلبي وبنات أفكاري ومحرك لخيالي وداعم لعجلة حياتي.



لغتي العربية لك ولأجلك أكتب وأحيا ,وأعلن أنك كون فسيح وفضاء واسع ووطن للجمال وللحب وللحياة.



لغة بمشيئة الرّحمن سوف تكون لنا راية وعلم للأدب وللعلم ولسائر الاختصاصات .وستحملنا إلى أمكنة تشبه جنان الخلد ومعروشات الأندلس.



سوف ننثر حروفها في العقول وفي القلوب لتنبت زهورا" تنشر أريجها في الأرض ....



ومنذ أول كلام للمولود وإلى آخر كلام للعجوز سوف تبقين لنا نورا" .وتشرقين فينا كل صباح.



أعيدوها إلى عروشها فهي ملكة لكل القصور.






via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://ift.tt/1jtejGn

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق