[
إلى التي تقاذفتها أعاصير الزمن الصارم،وحملتها أفراس التيه إلى سديم الأكوان البعيدة..فلتجللك ..رفيقة الدرب،أجنحة السكينة بجلالها السرمدي الكبير!!....
أبلغوني..وليتهم ما أبلغوني..أبلغوني عن نبإ عظيم ما كنت أحسب لهوله حسابا وما جال بخاطري أن أشقى بلهيبه ذات صبيحة يوم معتوه..ليتني ما كنت أدري سوى أنني لا أدري شيئا..لكن غيري يدري وأنا قابع في خلوتي هناك وحيدا على التل الشامخ أنام وأصحو على متاهات الذكريات الخوالي على حافة شعاب ماض تولى عابسا على عجل وأصرّ ألا يعود !!..
يا ساحرة الأكباد..لقد أبلغوني ..وما كنت أدري؟ وكيف لي أن أدري؟ يا من تأججت على مر السنين تباريح الهيام في غور كيانك،وأضرمتِ في كياني شواظا من لظى الوجد أذاب اصطباري..واستعصى البوح منك خجلا،كما انغلاق أوراق الزهرة الوديعة في كل المساءات..هاهي ذي أعاصير الزمن المقيت تنأى بك جسدا وروحا صوب سديم التيه،محمولة على صهوة العاديات في ليل حالك تهاوت أنجمه أشتاتا.
كلما جن الليل البهيم،وارتدى بكلكله شملة السكون،وتراخت الجفون الناعسة في مروج الأحلام،سألت نجم الثريا في عليائه عن نجمة باسمة المحيا،فاتنة الأحداق،رشيقة الروح،تمرق أمامي كالشهاب ملء البصر،لتتناثر إلى شظايا من نور يملأ الفضاء أريحية وبهاء...
على بقايا الطلل المهجور،وبين رسوم الحيطان المتردية،المتناوبة فيها الأبوام وغربان البين بالنعيق،أضحيت أسلو بأقداح أمس طريد..أرشف من ذكراه الرشفة بعد الرشفة..أنتشي من حياضه مترنحا فيقذفني جبرا لا اختيارا إلى الدروب الشائكة لحاضر رهيب..وأنا ؟!! أنا رابض هناك على الجبل الغريب قبل أن يقرعوا أسماعي بالنبإ العظيم..
كلما وعيت ذاتي..أنا المجلود بسياط السؤال،تساءلت مبهورا : ما قيمة وجودي أنا الغارق في متاهات لجج حيرة لا تطاق ؟ وما قيمة وجودك يا زهرة الحقول الفائحة بعطر الأحزان؟ أكانت عبثا إطلالتك عبر بوابة هذا الوجود ؟ هل كان حتما عليك أن تبصري قبسا من نور الشمس ذات يوم لتتوارى طلعتك على حين غرة هناك في دهاليز العدم؟
وبعد أن أطلت الغياب،وتوجست النفوس الحائرة من حرقته الموجعة خيفة،ساءلني الرفاق،والطير والزهر والوادي وكل الفصول..في كل الأماكن والأزمان : متى رفيقة دربك تعود؟
كالتائه المتخبط في كل الدروب..كالسائر على غير هدى في كل الاتجاهات،أتهاوى إلى الأرض صريعا مذعورا..يستحيل المشعل في يدي إلى هشيم..تغوص روحي في عبثية وجودي.وحين ينتاب كياني بصيص من وعي بماهية الأشياء والذوات وألملم شتاتي موطدا العزم على النهوض،يعاودني السقوط المرة تلو الأخرى..وأنى للسقوط ألا يعاودني بعدما أبلغوني بالنبإ العظيم !!...
وها قد جاء الناعون في تلك الصبيحة..صبيحة الشؤم الموؤودة،وليتهم ما أبلغوني..وما كان لهم أن يفعلوا..جاؤوا يصدحون بالنبإ العظيم،في وقت واحد ولسان واحد وبلا أدنى تردد : رفيقة دربك ما عاد بمقدورك أن تراها يا مسكين..وأنى لك أن تنعم بلقياها بعد أن حملتها نوارس الظلام إلى غياهب سكينة الأبد الكبير..!!!
attach=config]634[/attach]
إلى التي تقاذفتها أعاصير الزمن الصارم،وحملتها أفراس التيه إلى سديم الأكوان البعيدة..فلتجللك ..رفيقة الدرب،أجنحة السكينة بجلالها السرمدي الكبير!!....
*****
أبلغوني..وليتهم ما أبلغوني..أبلغوني عن نبإ عظيم ما كنت أحسب لهوله حسابا وما جال بخاطري أن أشقى بلهيبه ذات صبيحة يوم معتوه..ليتني ما كنت أدري سوى أنني لا أدري شيئا..لكن غيري يدري وأنا قابع في خلوتي هناك وحيدا على التل الشامخ أنام وأصحو على متاهات الذكريات الخوالي على حافة شعاب ماض تولى عابسا على عجل وأصرّ ألا يعود !!..
يا ساحرة الأكباد..لقد أبلغوني ..وما كنت أدري؟ وكيف لي أن أدري؟ يا من تأججت على مر السنين تباريح الهيام في غور كيانك،وأضرمتِ في كياني شواظا من لظى الوجد أذاب اصطباري..واستعصى البوح منك خجلا،كما انغلاق أوراق الزهرة الوديعة في كل المساءات..هاهي ذي أعاصير الزمن المقيت تنأى بك جسدا وروحا صوب سديم التيه،محمولة على صهوة العاديات في ليل حالك تهاوت أنجمه أشتاتا.
كلما جن الليل البهيم،وارتدى بكلكله شملة السكون،وتراخت الجفون الناعسة في مروج الأحلام،سألت نجم الثريا في عليائه عن نجمة باسمة المحيا،فاتنة الأحداق،رشيقة الروح،تمرق أمامي كالشهاب ملء البصر،لتتناثر إلى شظايا من نور يملأ الفضاء أريحية وبهاء...
على بقايا الطلل المهجور،وبين رسوم الحيطان المتردية،المتناوبة فيها الأبوام وغربان البين بالنعيق،أضحيت أسلو بأقداح أمس طريد..أرشف من ذكراه الرشفة بعد الرشفة..أنتشي من حياضه مترنحا فيقذفني جبرا لا اختيارا إلى الدروب الشائكة لحاضر رهيب..وأنا ؟!! أنا رابض هناك على الجبل الغريب قبل أن يقرعوا أسماعي بالنبإ العظيم..
كلما وعيت ذاتي..أنا المجلود بسياط السؤال،تساءلت مبهورا : ما قيمة وجودي أنا الغارق في متاهات لجج حيرة لا تطاق ؟ وما قيمة وجودك يا زهرة الحقول الفائحة بعطر الأحزان؟ أكانت عبثا إطلالتك عبر بوابة هذا الوجود ؟ هل كان حتما عليك أن تبصري قبسا من نور الشمس ذات يوم لتتوارى طلعتك على حين غرة هناك في دهاليز العدم؟
وبعد أن أطلت الغياب،وتوجست النفوس الحائرة من حرقته الموجعة خيفة،ساءلني الرفاق،والطير والزهر والوادي وكل الفصول..في كل الأماكن والأزمان : متى رفيقة دربك تعود؟
كالتائه المتخبط في كل الدروب..كالسائر على غير هدى في كل الاتجاهات،أتهاوى إلى الأرض صريعا مذعورا..يستحيل المشعل في يدي إلى هشيم..تغوص روحي في عبثية وجودي.وحين ينتاب كياني بصيص من وعي بماهية الأشياء والذوات وألملم شتاتي موطدا العزم على النهوض،يعاودني السقوط المرة تلو الأخرى..وأنى للسقوط ألا يعاودني بعدما أبلغوني بالنبإ العظيم !!...
وها قد جاء الناعون في تلك الصبيحة..صبيحة الشؤم الموؤودة،وليتهم ما أبلغوني..وما كان لهم أن يفعلوا..جاؤوا يصدحون بالنبإ العظيم،في وقت واحد ولسان واحد وبلا أدنى تردد : رفيقة دربك ما عاد بمقدورك أن تراها يا مسكين..وأنى لك أن تنعم بلقياها بعد أن حملتها نوارس الظلام إلى غياهب سكينة الأبد الكبير..!!!
via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://ift.tt/1pToIBA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق