تونس - فرح التومي:بات من الواضح ان تونس دخلت مرحلة الخطر بسقوط ضحية اخرى من ضحايا الإغتيال السياسي الذي طال هذه المرة السياسي والنائب في المجلس التأسيسي والمنسق العام للتيار الشعبي محمد البراهمي حيث عمت الفوضى كامل جهات البلاد وسادت حالة من الحزن الممزوجة بالخوف من تنامي العنف والقتل. وبعد انتشار خبر اغتيال البراهمي على ايدي شابين لاذا بالفرار بعد ان اغرقا الضحية في وابل من الرصاص للتأكد من وفاته دخلت البلاد في حالة من الهستيريا غذتها دعوات أحزاب المعارضة وعلى راسها الجبهة الشعبية التي ينتمي اليها البراهمي بالمطالبة بحل المجلس التاسيسي واسقاط الحكومة واقالة الرئيس المرزوقي وتشكيل حكومة انقاذ وطني كانت دعت اليها منذ حوالي ستة أشهر يوم اغتيال السياسي شكري بلعيد.كما تتالت ردود الأفعال الإنفعالية وتباينت فقسم يطالب باسقاط الحكومة ورئاسة الدولة التي فقدت شرعيتها لعدم قدرتها على توفير الأمن ولتساهلها مع القتلة وممارسي العنف فيما يتمسك الشق الثاني الذي يضم احزاب الترويكا وعلى راسها حركة النهضة بضرورة مواصلة عمل الحكومة الشرعية وملاحقة الجناة مع التأكيد على الوحدة الوطنية ووجوب ترجيح كفة المصلحة العليا للبلاد. ردود الأفعال السياسية بداها الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي عندما دعا التونسيين الى العصيان المدني والى احتلال الشوارع ليلا ونهارا حتى اسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة انقاذ وطني وهي ذات المطالب التي تمسك بها عند اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد يوم 6 فبراير الماضي. وامام تتالي الإتهامات بحق زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي قال الغنوشي بان اغتيال البراهمي اصابه بصدمة لأنه يدل ان هنالك اصرارا لدى البعض على السيناريو المصري في تونس وعلى الزج بالتونسيين في منزلق التقاتل فيما بينهم. واعتبر الغنوشي ان المستهدف هو استقرار البلاد التي بدت هادئة قياسا بالأحداث الجارية في بعض البلدان العربية. ورأى ان اتهام حركة النهضة بقتل البراهمي هو جزء من مخطط معد مسبقا متسائلا: كيف توجه التهم قبل الشروع في الأبحاث واكد الغنوشي بان دماء شكري بلعيد ومحمد البراهمي يراد بها ان تكون وقودا لحرق السلم وضربه وتعميق الهوة بين التونسيين ودفعهم نحو العداوة والبغضاء والتقاتل في وقت أوشكت فيه كافة الأطراف الوطنية على استكمال الدستور في نسخته التوافقية وتأسيس الهيئة المستقلة للانتخابات وفتصريحه.
via مجالس الساهر http://www.alsaher.net/mjales/t84240.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق