كليوباترا
روزا فيرتنر جيفري
شاعرة أمريكية ( 1828- 1894)
ترجمة : حسن حجازي – مصر
////
كليوباترا !
ملكة الجمالِِ ,
في كلِ العصورِِِ والأوقاتْ ,
ملكة الحبِ عبرَ التاريخ
وبهجة الصفحات,--
كليوباترا ,- نجمة مصر ,-
ساحرة الشرقِ - فاتنة ُ الفاتنات ؛-
متوهجة الحسن
تهلِينَ علينا عبر القرونِ السالفات ,
بحكاياك ِ الممزوجة بعبق الزمن
ومن سحر الجنيات الفاتنات
مع نصف ِ ما شدا به الشعراء
من مجد وعشق ومكائد
وحكايا مضت
ولم تزلْ
في الضمائر باقيات .
خلال حطام الموقعة الحمراء
يندفعُ بجلالٍ وثباتْ ,
أسمع ! انتبه !
ينطلقُ النشيدُ الملكي مدوياً :
" ساحرةُ النيل !"
و "فاتنة ُ الفاتناتْ ! "
معشوقةُ الأبطال والملوك
أميرةُ الأميراتْ ؛
نبع الرخاء ومصدر القوةِ
بغير انتهاء ,--
وردة الإسكندرية ..
العاشقة الحسناء ,--
برغم حظ مصرَ العاثر آنذاك
لم يزل سحرك بغموضهِ باقياً
يأسرُ النفوسَ
و يسرقُ الألبابْ
تدورُ حولهُ الأساطيرُ
وتُنسَجُ من وحيهِ الحكاياتْ .
ملكة الجمال !
المتوجة على عرش الأمم ْ ,
الشهرة لم تزل تصبُ أنخابها اللامعة
إلى مَن كانت حكاياها الساحرة
تشبه سطوة أنخاب الخمور المعتقة
على الملوك المُظفرة ؛
الذين عادوا مكللين بالنصر
غارقين في زهوٍٍ وفي خيال
الأبطال - كم سكروا من سحرك
ومن طيبِ الجمال --
مزقوا تيجانهم المكللة بالمجد
ليرتدوا تيجان الآس المعطرة
المجدولة من طيب أنفاسكِ
هاموا من الحسنِِ
وسكِروا من الوجدِِ
من حُسنك
من وجدك
ومن حسنِِ الخصال .
حيث ترقد أزهار اللوتس البهية ,
هناك تغمَر الذكريات الرقيقة
الأعماق العطرة
لساعاتِ الإنكسار
لساعات الهزيمة الشرقية
حيث تحملقُ بها
البراعم الشاحبة الشجية ؛
ذكريات ساعة واحدة
من العطور الفواحة البهية ,
عندما يضيعُ نَفس كل زهرة
وعبيرها الأخاذ
بين العطور المنبعثة
من الأشرعة المُخملية ,
أشرعة زورقك الساحر
بأشعتهِ الحريرية .
القيثارات كم شدت
بمجدكِ وجلالكْ ,
و المنشدون الذين كم ترنموا
بقصتك , بسيرتك
بسحر حكاياكِ وكمالكْ ,
تركوا صدى الموسيقى
يتردد بسحره الغامض
بين الضفافِ القديمة
لذلكَ النهر الشرقي البعيد ,
حيث سيبقى خالداً على الدوام
ظلاً من الروائع المنتشرة
خلف الزورق الملكي الفريدْ .
ذاك َ الحاجب الداكن !
لأذكى وأدهي امرأة
, تلكَ الساحرة الفاتنة
كانَ هناك واحدٌ
من أكثر الأمراء الرومان نبلاً
الذي سخر من كل التدابير
التي كبلت تقاليد ( روما) الملكية
الذي أظهرك للملايين ,
كان جماله الآسر ,- يشبه أورليان ,
الملكة الأشورية ,-
لكنكِ أنتِ احتقرتِ سمو انتصاره .
عندما خبا نجمكِ وهوى ,
عندما هوت معكِ مصر
وذبل نجم ( مارك أنطوني ) وخبا
وضاعا معاً عندما ضعتِ ,
كانَ المستقبلُ ينصب
شباكه السوداء حولك ,
كليوباترا ! الحورية !
جميلة الجميلات ,
الضعيفة , المتكبرة , الإنسانة
بكل ضعفها ,
عزتها , إنسانيتها ,
فضلت أن لا تعيش وتحيا
على مجدٍ زائل
وعلى حبٍ توارى للأبد ,
وفضلت الموتْ !
via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=35052&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق