الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

كليوباترا / روزا فيرتنر جيفري / حسن حجازي








كليوباترا



روزا فيرتنر جيفري

شاعرة أمريكية ( 1828- 1894)

ترجمة : حسن حجازي – مصر



////



كليوباترا !

ملكة الجمالِِ ,

في كلِ العصورِِِ والأوقاتْ ,

ملكة الحبِ عبرَ التاريخ

وبهجة الصفحات,--

كليوباترا ,- نجمة مصر ,-

ساحرة الشرقِ - فاتنة ُ الفاتنات ؛-

متوهجة الحسن

تهلِينَ علينا عبر القرونِ السالفات ,

بحكاياك ِ الممزوجة بعبق الزمن

ومن سحر الجنيات الفاتنات

مع نصف ِ ما شدا به الشعراء

من مجد وعشق ومكائد

وحكايا مضت

ولم تزلْ

في الضمائر باقيات .

خلال حطام الموقعة الحمراء

يندفعُ بجلالٍ وثباتْ ,

أسمع ! انتبه !

ينطلقُ النشيدُ الملكي مدوياً :

" ساحرةُ النيل !"

و "فاتنة ُ الفاتناتْ ! "

معشوقةُ الأبطال والملوك

أميرةُ الأميراتْ ؛

نبع الرخاء ومصدر القوةِ

بغير انتهاء ,--

وردة الإسكندرية ..

العاشقة الحسناء ,--

برغم حظ مصرَ العاثر آنذاك

لم يزل سحرك بغموضهِ باقياً

يأسرُ النفوسَ

و يسرقُ الألبابْ

تدورُ حولهُ الأساطيرُ

وتُنسَجُ من وحيهِ الحكاياتْ .

ملكة الجمال !

المتوجة على عرش الأمم ْ ,

الشهرة لم تزل تصبُ أنخابها اللامعة

إلى مَن كانت حكاياها الساحرة

تشبه سطوة أنخاب الخمور المعتقة

على الملوك المُظفرة ؛

الذين عادوا مكللين بالنصر

غارقين في زهوٍٍ وفي خيال

الأبطال - كم سكروا من سحرك

ومن طيبِ الجمال --

مزقوا تيجانهم المكللة بالمجد

ليرتدوا تيجان الآس المعطرة

المجدولة من طيب أنفاسكِ

هاموا من الحسنِِ

وسكِروا من الوجدِِ

من حُسنك

من وجدك

ومن حسنِِ الخصال .

حيث ترقد أزهار اللوتس البهية ,

هناك تغمَر الذكريات الرقيقة

الأعماق العطرة

لساعاتِ الإنكسار

لساعات الهزيمة الشرقية

حيث تحملقُ بها

البراعم الشاحبة الشجية ؛

ذكريات ساعة واحدة

من العطور الفواحة البهية ,

عندما يضيعُ نَفس كل زهرة

وعبيرها الأخاذ

بين العطور المنبعثة

من الأشرعة المُخملية ,

أشرعة زورقك الساحر

بأشعتهِ الحريرية .

القيثارات كم شدت

بمجدكِ وجلالكْ ,

و المنشدون الذين كم ترنموا

بقصتك , بسيرتك

بسحر حكاياكِ وكمالكْ ,

تركوا صدى الموسيقى

يتردد بسحره الغامض

بين الضفافِ القديمة

لذلكَ النهر الشرقي البعيد ,

حيث سيبقى خالداً على الدوام

ظلاً من الروائع المنتشرة

خلف الزورق الملكي الفريدْ .

ذاك َ الحاجب الداكن !

لأذكى وأدهي امرأة

, تلكَ الساحرة الفاتنة

كانَ هناك واحدٌ

من أكثر الأمراء الرومان نبلاً

الذي سخر من كل التدابير

التي كبلت تقاليد ( روما) الملكية

الذي أظهرك للملايين ,

كان جماله الآسر ,- يشبه أورليان ,

الملكة الأشورية ,-

لكنكِ أنتِ احتقرتِ سمو انتصاره .

عندما خبا نجمكِ وهوى ,

عندما هوت معكِ مصر

وذبل نجم ( مارك أنطوني ) وخبا

وضاعا معاً عندما ضعتِ ,

كانَ المستقبلُ ينصب

شباكه السوداء حولك ,

كليوباترا ! الحورية !

جميلة الجميلات ,

الضعيفة , المتكبرة , الإنسانة

بكل ضعفها ,

عزتها , إنسانيتها ,

فضلت أن لا تعيش وتحيا

على مجدٍ زائل

وعلى حبٍ توارى للأبد ,

وفضلت الموتْ !






via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=35052&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق