الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

الحب الأزلي


الحُــبُّ الأزلــيّ



فتّشْتُ في دفْترِ الأيام فانبلَجتْ

ذكرى أضاءتْ شموعَ الوجْدِ وانطفأتْ



آهاتـُنا لم تزلْ في القلبِ كامنةً

كزهرةٍ ذبـُلتْ من فرْطِ ما ظمِئـتْ



ذاك الحبـيبُ الذي مازلتُ أحسبهُ

كنفحةٍ عن مَعين الروحِ قد صدرَت ،



قدْ صاركـ "القُدسِ" جزءً من قصائدنا

نبكي عليها كذكرى أشرقتْ ونأتْ

***

لاتسألِ القلبَ عن وجْدٍ يدمدمهُ

هلْ تُسـألُ الشمسُ والنجماتُ إن أفلتْ!؟



هل نسأل اللهَ : عنْ حورٍ بجنّتهِ

وعن ينابيعِ خمْرٍ ـ قطُّ ـ ما نضَبتْ!1



أحببْتُ "سلوى" وكان الشوقُ يدفئني

في حمْأةِ البرْدِ إن جاءتْ وإن مطَلتْ



أحببتُ وجْهاً يحاكي في تألُّقِهِ

بدْرَ الدّجى فِي الليالي البُهْمِ إنْ حَلكتْ



أحببتُ عطْرَ ورودٍ في حديقتها

حُبَّ الرّضيعِ لثدْي الأمِّ إن فطَمتْ



زرعتُ في زورقِ الأحلام سوسنةً

فاح الشذا منْ محيَّا البحْرِ مُذ زُرِعتْ



أعتى الأعاصيرِ هبَّتْ عندَ زورقنا

من شدّةِ الريحِ ...ماتتْ زهرتي غرِقتْ

***

مالَ الحبيبُ ..ولمْ ألحظْ ذوائبَهُ

كنَجْمةٍ سَطَعَتْ في الليلٍ وانفـجـرتْ



كطِفلةٍ في هدوءِ الليلِ حـــالمةٍ

أصابها القصْفُ بالصاروخِ فاحترقَتْ



بان الذي كان في الأحلامِ يُلْهمني 2

في عتْمة الليل والأنواءُ قد عصَفتْ



أحببتُ صوتاً رخيـماً كان يؤنِسني

في العتم والضوءِ والأتراحِ إن عظُمَتْ



أحببت وجهاً بلونِ القمحِ سُمرتَهُ

أحببتُ طلَّةَ من خانتْ ومنْ هجرتْ



كيف استطاعَ عذولٌ أنْ يفرِّقَنا

كما القنابلِ في الأعراسِ إذْ هطـلـتْ ؟!

***

ظلّتْ مُحيِّرتي في النفسِ هادنةً

كالشوكِ في العينِ تُدمي أينما وُجِدتْ



لمْ ألمحِ الشوكَ يوماَ في حدائقها

من أين جاءتْ بشوكٍ كمْ وكم جهِدت؟ !



ما إثْمُ سوسنةٍ تزهو بروضتها

لمّا سـقَتْها حميمَ البـَـيْنِ فاستَـعـَرتْ ؟!



هل غاض في عالمي نبعُ الوفاءِ، وهلْ

"أُمُّ المَـسيحِ" منَ البطحاء قد هرَبتْ ؟



جُلُّ المحبين ماتوا في شرانقهمْ

كدودة القَـزِّ خاطتْ مسكناً وغــفـتْ

****

أرنو جدائل من أهواه في حـُلُمي

والعين تهمي عقيقَ الدمع أين رنـتْ



ألنار تذكو وريحُ الحقْد تُسْعِرها

صرنا رماداً ونار البُغضِ ماهدأتْ



كل المحبين في الدنيا يؤرِّقهمْ

إحراقُ شعبٍ ، وهدمُ حضارةٍ وهبتْ :



للكون حرفاً وعـِلماً بل وفلسفةً

تسمو وتُـثمِرُ حُـبّا أينمـا زُرِعَتْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

، 2ـ بان :من البين ( الفراق) أي بعُد

2/6/ 2004

من ( زفير البركان ) .....غسان علي حسن






via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=34956&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق