ميــــلاد (تناهيد)
829487903311.jpg
توقفت عقارب ساعتي فـ لم اعد أعرفني ولا أعرف
الأوقات ...
يتسارع الزمان حولي
وأنا راقد هنا لست مع الأحياء و لا في عداد الموتى
تسمرت أوراق رزنامتي
وتوقفت عند 11/4
وأنا أتنفس ولي نبض
كل يوم تسقط ورقة من التقويم
ووريقاتي مازالت تنتظرني كي أنزعها
و لا أمتلك سوى عينان تلتهمان حركات الشفاة
تقرأ الملامح المفجوعة
أنظر إلى زوجتي وأنا عاجز أن أهمس لها بحرف
أخرج ما في قلبي من ضيق وألم يطحنني
أراقب حركة أحداقهم بسرعة
لأقرأ كلمات عجزت أن اترجمها جيداً
أرى وجوماً وشفقةً وخوفاً من الغد
مشاعر تخلتط بين الحب والألم والخوف والقلق هكذا شعرت
رغم إني أسمع أصواتهم وأحاديثهم التي تقلصت
شفقةً وحزناً ...
وجوه تتالى مابين نساء ورجال
ولكن مابال عقارب ساعتي متوقفة لاتدور ؟!
أعجز حتى أن أرفع يدي أو أستنهض همم رقبتي
مابال جسدي كله يتمرد علي؟!
كلهم يرددون : سلامتك (تناهيد )
لتخذلني هذه المرة
حنجرتي رافضة أن تحدثهم
او ترد على سؤالهم
-
- .... تذكرت ... كان حادث وإرتطام ودوي
جسمي ااااه كم يؤلمني لدرجة أني لم أعد أشعر بالألم ودخلت في غيبوبة ودوائر
والآن أنا حيّ حيّ
لم أقبر ولم تنته حياتي... عمر جديد
زوار يتوافدون و ينسحبون وكانت آخرهم أم رزان
قبلتني على جبيني وكأنها منحتني هي الأخرى أملاً جديد
هي قبلة الحياة التي تنطق
أنا معك معك
أغلقت الباب ومضت عيناي معها لتعود الأفكار من جديد
أشعر بضيق أريد أن أصرخ فانا مكبلٌ بهذا السرير الأبيض وتلك الأجهزة والأسلاك
أعلل نفسي واطمئنها إن الوضع سيتغير غداً و سأخرج
مرّ شهرين والثالث يتسابقان وتبعهم الرابع
ليخبرني الأطباء إن عمودي الفقري أصيب وخرج عن نطاق سيطرتي رافضاً أن يكون معي لأصاب
بشلل رباعي
خبر قاصمه فقد تعطلت أطرافي الأربعة
وشلت حركتي وبقيت لي زوجتي وابنتي ووالدي ,,,,ثلاثة فهم الأكثر وفاءً
- في كل يوم أحظى بزيارة الأحباب ومعهم أتناسى مصابي فهم من يهون علي باحتوائهم وكلماتهم
وعندما يرحلون يرحل الأنس الذي كنت اشعر به وتحل الوحشة لتنصب لي مقاصل الوسواس و تشعل نيران اليأس في نفسي
فتتزاحم الأفكار والتساؤلات ..لما أنا بالذات ؟
وأتوقف وأذكر الله واستغفره كثيراً واتكئ على إيمان يسكن في أعماقي بأن ما أصابني لم
يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني
تدمع عيناي وتدمع دون أن أمسحها لتختطفني أمنة من النعاس تأخذني بعيداً حيث الله
والإيمان والرضا ووالدي وزوجتي ورزان
-فينقلب اليأس إلى أمل باجنحة ترفرف حولي فتعود لتسكنني
والآن بدأ ت ساعتي تدور وبدا طريقي واضحاً وإن كان صعب المسير
وبدأت الظلمات تنقشع وإن كثرت العراقيل
أبي زوجتي أبنتي
كنت في سم إبرة وبالصبر أتسع طريقي لأخرج من المشفى وأنا على كرسي يسيطر عليه من
يقوده انظر أمامي فقط أشعر أني مقيد
انظر إلى أقدامي وأتذكر أمجاد هما فكم انطلقت بهما عدواً وكم قطعت أميالاً
ويدايّ هاتين طالما قدت بهما مركبتي وكتبت سطوراً
أيام مضت ولم يتبقَ لي إلا حاضراً يجب أن أكون فيه ( تناهيد )بعنفوانه
ونشاطه وعقله فمازلت حي ..
تأقلمت مع حياتي الجديدة ومضيت ومازال الكرسي قيداً لا يطلقني منه إلا قائده
ولوقت قصير وإن لم أجد من يدفعه فالحياة تتوقف بي ...
الكرسي المتحرك وإن كان وسيلة إلا أنه يظل قيدي
كان هذا هاجسي الذي مازال يشغلني إلى أن رأيت الكرسي الكهربائي
وحاولت بشتى الطرق إلى أن حصلت عليه فكانت نقطة الانطلاق فلم أعد انتظر من يدفعني لأني
المتحكم والمسيطر عليه أذهب إلى كل مكان ولا احتاج لأحد
بدأ ت حياتي تتلون بالثقة بدأت تناهيد دون الاعتماد على الغير
أقضي حاجات المنزل وأتواصل مع الأصدقاء
حينئذ زدت ثقة لأتعامل مع الحاسب وأقتحم عوالمه
وبكفيّ اللتين طوعتهما بإرادة مجاهد
وبثقل يدايّ
تقبلت إعاقتي تحديتها وجعلت الدنيا تسير بي بإرادة يحركها الإيمان تدفعها العزيمة
فالإعاقة فكر توقف
وإن كان صاحبه سليماً
فالإنسان بعقله وإرادته وليس بأقدامه وسلامته
- هذا مقياس تميز الأفراد وهذا مايفرق بينهم لذلك كان تاريخ 11/4 ميلاد جديد لـ تناهيد متميز تحدى إعاقته وصنع عالماً له بلاحدود لايعترف بجنسية ولا وطن عالم أفراده اجتاحت أجسادهم إعاقة هي من صميم القدر
فكان منتدى تحدي الإعاقة ...
*تناهيد: المهندس المدني زايد الشكيلي عماني الجنسية اصيب بشلل رباعي اثر حادث
تحدى اعاقته وتجاوزها فكان نموذج مثالي للايمان والصبر والارادة التي لابد ان نتعلم منها
اثمرت فكان انشاء منتدى تحدي الاعاقه وهو وطن للمعاقين ولمتعافين
اقدم له التحية والاعجاب والثناء.
via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=35017&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق