الخميس، 27 فبراير 2014

لما مرضت ليلى العربية





بعد 11/9 /2001 وماحدث من أحداث عبر العالم ، ابتدءا من التولأم التجاري بنيويورك إلى ما أحدثه هذا الحدث من تسونامي و وقائع دامية خضبت ساحات وشوارع البلدان في العالم العربي ؛ من كل تلك الارتدادات كانت أنواءأ لذلالك الحدث ، ما زادت العالم العربي والاسلامي إلا أن تخسف به الارض تحت أقدامهما، وكان من نتائجه ما سمي ب "الفوضى الخلاقة " ؛ هذه الفوضى التي لم تخلق سوى الكثرة من عدم الاستقرار ، وانعدام تجلي الرؤية المستقبلية لكل بلد ارتج منذ ذالك التاريخ ، وخاصة بعد أول إطلالة سنة 2011 حيث شهدنا ما علاف بالربيع العربي /لكنه كان ربيعا داميا وإلى الآن منذ 11 / 9 / 2001 ، والعالم العربي والاسلامي دون بقية دول العالم الثالث يئن ، وحتى أنينه صدى أوجاع لم تجد لرجع صداها أثرا ما في أذان القيادات ــ قياداتها الوطنية ــ السياسية أو الزعامات الروحية الدعوية ؛ بل حتى اّذان المجتمع المدني والأهلي أصم أذنه عن وحع الشارع العربي ؛ لأنه كان قد سنن الخناجر قبلا ، حتى يتمكن من قطع الحصة والقطعة الشهية من هذه البقرة أمامهم ، لعل المغنم يكون أكبرمما كان يراوده أيام القمع والديكتاتوريات خلال هذا العقد الثاني ـ ازدادت ليلى العربية مرضا وسقمهاعضالا بعد الثورات العربية ؛ فإذا كانت بعض تلك الديكتاتوريات القديمة سقطت كأوراق الخريف ، لكن أعتاها لم تُسقِط أوراقها بعدُ ، فما زالت تقاوم رياح الخريف العربي ، لكن الملفت ، هو أن تلك الشجرة التي أسقطت أوراقها أو بعض أوراقها ، لم تستطع أن تنبت أوراقا جديدة ، أو بستنتها ، هذه البستنة التي تغيبت عن الواقع الجديد للعلل التي سبقت الإشارة إليها . في بعض الدول أو في جلها ، وبعد أن تحدث مثل هذه الزلازل التي قد تهدم الصرح ــ الوطن ــ أو بعضا منه ، يكون مناخ التغيير لا يساوره ضباب ما ؛ ولذالك ورغم ما يكون قد حدث من وقائع مفجعة خلالها إلا أنها ــ الثورة ــ تنتصر عند انبلاج الفجر وقبل ضحاها ؛ وهذا لم يحدث في الثورات العربية ؛ ربما لخصوصيتها وخصوصية البلاد العربية الاجتماعية والانتمائية القبلية وللاديولوجية التي ما تزال تتحكم في عقبية الانسان العربي البسيط . لهذا تفاقم مرض ليلى العربية ، لأنها لم تجد الطبيب المواطن أو حتى الممرض المعالج المواطن ؛ الذي يجد في مداراة الجرح وتضميض الدمامل والقروح ،التي غطت غشاء قلبها المريض ،. إن غياب الطبيب المواطن ، والمعالج المواطن كفل للداء أن ينتشر في قلب ليلى العربية ، وكأنها لم تبتعد عن مرضها حينه ، ومنذ أن سمي بالرجل المريض ، وهكذا استبقيت وهي تعاني من دمامل جرحها ، وإلى أن يأتي الله بالطبيب المواطن، والمعالج المواطن . ما أقصد بالطبيب المواطن : القيادي الحكيم المقتنع بحب ليلاه العربية من غير طمع ؛ وأما المعالج المواطن : فهو هذا المسكين الذي يصارع معيشته ووجوده حتى يضمن لذاته البقاء والاستمرار .



24 / 02 / 2014





via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://ift.tt/1mFTLfg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق