الخميس، 27 فبراير 2014

إفيِجينْيا ..الجميلة



افجينيا الجميلة *



ياصديقي ...منْ قرونٍ عاث في الدّوْحِ الطُّغاة

كلّما أوْقَدْتُ قبْســاً هبَّــتِ الرّيحُ فـمـــــاتْ

كُنْتُ أهوى بوْحَ أحداقِ العذارى الحالمــاتْ

وحنينَ " الأرزةِ " الظّمآى لدمعِ الغاديـــاتْ

وإباءَ " السّنديانات " إذا جــُنّ الغـــــــزاةْ

كنت أخشى منْ نِســـــامٍ ظامئـاتٍ حائراتْ

أنْ يُجرِّحْنَ الشِّـــــفاهَ اللُّعْسَ عند القُبلاتْ

ياحبيبي...لاتلمْني ... آهِ منْ لغْوِ الوشــــاةْ

أنتَ للنحلـةِ أزهارٌ وللصــــــديا فُـــــــراتْ

#

ياصديقي..هاجمَ الأَعشاشَ أسرابُ البُزاةْ

سرقَ الذُّؤبانُ أعلاقــي ..وكــحلَ الأخَــواتْ

سرقوا حتى رغيفي .... ورُضابَ الغـــانياتْ

أزهــــرَ الحبُّ فؤادي ...وطريقَ الأُمنيــاتْ

لم أكــنْ أدري بِأنّ الهَوْنَ ثاوٍ في الحُماةْ

فجعــلْتُ السّيْفَ خِــــلّي وتجلْبَــبْتُ الأناة

هل يُلامُ الذّئب إذْ يسطو على ظبــيٍ وشاةْ ،

إنْ رأى الرِّعيانَ: إمّا في سُهــادٍ أو سُباتْ!؟

#

ياصديقي....لاتلُمْني فأنا شـــــِـلوُ الحيــاةْ

لسْتُ أدري كيف أنجو منْ عذابِ الهلْوسات

كيف أمسى القمحُ شوْكاً ! والطّواغيتُ قُضاةْ؟

كيف صار الثّورُ يستجدي مِنِ الشّاةِ الفُتات!؟

هاهي الظّبيةُ طغوى .. والعصافيرُ جُناة !!!

صار قتلُ الطّفلِ والأزهارِ في عصْري صلاةْ!

صارتِ الخمرةُ تُجنى مِنْ دموعِ الأمّهـــاتْ !

ما شربْتُ الرّاحَ إلاّ مِنْ دِمـــاءِ السّاقياتْ !!!

طالَ ليلي وانتظاري للغيــــــومِ البـــــاكياتْ

فإلامَ المُزنُ يبقى ضــاحكاً فوق الفــــلاةْ ؟

ياصديقي....ضاع عُمري بانتظارِ المُعجزاتْ

ملِكُ الإغريــقِ أذوى بِنْتــــــهُ حتى المماتْ

ذُبِحَتْ طوْعــاً بِأمْرٍ منْ إلـــــهِ الغمـَــراتْ

ياصديقي..." إفْيِجِنْيا" نُحِرَتْ ليستْ بِشاة ؟؟!

مَنْ ـ سوَى الشّيطانِ ـ يُروى مِنْ نجيعِ الفتياتْ

آن للعقلِ بأن ينضـــوَ ثوْبَ الهـــــرْطقاتْ

لستُ ادري .. أسرابٌ ما مضى ,أمْ هو آتْ؟!

هل دموعُ المُزنِ سالتْ لِرواءِ الظّامئــاتْ؟؟

هل حديثُ النّحلِ للأزهــارِ بعض التّرّهاتْ؟

هل بُذورُ الشّرِّ حقاً في تلافيفِ الجِنــــاتْ؟؟!

ليتني أدري .. معينَ الروحِ ما بعْـــدَ الوفاةْ

#

ياصديقي.. لاتُعاتبْني على بعضِ السِّـــمـاتْ

امْلأِ الكأسَ ودعْنـــي أقتــفي دَرْبَ النّجاةْ

أسْقني بِكراً عجوزاً لاتخفْ . فالذّئبُ مـاتْ

لاتخفْ مِنْ ســهمِ رامٍ ... فلقد تاه الرُّماةْ

كم خَبرْتُ الغوْصَ في أعماقِ بحر الظّلُماتْ

لم أجِدْ إلاّ زلالَ العقلِ يــــروي الصّادياتْ

أروِني خمراً حميماً منْ رُضابِ العاشقاتْ

فأنــا منْ كثرةِ التّجــوالِ ضيّــعْتُ الجهاتْ

وغداً تســطعُ شمسُ الحــــقِّ والكــلُّ عراةْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

* تقول الأسطورة :كان جيش الإغريق عالقاً عند شاطئ البحر والهواء ساكن .

أمرت الآلهة الملك

" أغاأفنون" بذ بْحِ ابنتِه الجميلة "أفجينيا"كقربانٍ

أو ضحيّة كي تهبَّ الرّيح, وتُحرّكَ السّفن. فذبحها


( غسان علي حسن )









via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://ift.tt/1cXGTxO

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق