لوحة
تَعشقُ الألوان الزاهية أنتَ .. وتَعشقُ جمع الصور ..
وأنا منذ الصغر أهوى رسم الوجوه ..
الوجوه الناطقة ..
لا يهم إن كانت وجوه ضاحكة .. وجوه باكية .. وجوه باسمة .. وجوه مستبشرة .. وجوه مقهورة ..
المهم أنها وجوه ناطقة .
حتى وجهك الملائكي لم ينجُ من ريشتي ..
لم يسلم من خطوط الرسم المتعرجة حول جفنيه .. وتدفق الألوان على حدائق وجنتيه ..
فقد كانت هوايتي منذ الصغر .. رسم ملامح وجهك ومحادثتها .. وانتظارها بين الفينة والأخرى حتى تظهر لي هاشة باشة من محراب الصور .
كنت أمرُّ على ياسمين وجنتيك في كل مرحلة من مراحل عمري ..
أرشه بالندى ..
وأقتلع ما تجرأ من أشواك بريّة حاولت مدَّ جسورٍ لها من المحبة حول حدائق عينيك .. وقبل أن أغادر أترك بصمة خفية بأنامل ريشتي بين حاجبيك ..
ثم أودع الصورة في محراب الصور .
اليوم بعد أن أطفأت شموع الميلاد وأصبح عمري دهراً من الزمان عدت لأرسم لك بين عينيك همسة بألوان الطيف التي تحب .. ولأضع لك على وجنتيك لمسة ندية بريشتي التي تقطر منها أزهى الألوان ..
أخرجت الصورة من محرابها .. نظرت إليها ملياً كمن يفتش عن عمر تاه منه وسط زحف السنين .. حدقت في الألوان .. ثم دغدغتها بفرحة اللقاء ..
ضحكت الصورة ..
نهضت من محرابها ..
ورفعت إلى عينيَّ عيناها .. ومرّت كلمح بالبصر بأناملها المرتجفة على خدي وطبعت قبلة اشتياق ..
ثم تمتمت متمنية لي أطيب عام ..
نطقت الصورة ..
سمعت صوتها هامساً في يوم عيدي ..
وتواطأت مع همساتها دقات قلبي وتمايلت لها كغصن الريحان ..
لا تهزي قلبي ..
جاءني صوتها محذراً ...
أخشى أن تتساقط رطب قلبي منك وتقع في علبة الألوان ..
إنها رطب قلبي ..
إنها عصية على الألوان ..
هي لك ..
عتقتها دهراً بأكمله .. خبأتها عن عين الشمس القائظة .. وعن ضوء القمر الساهر .. وعن عواصف أيلول الرمادية .. وعن غدر نيسان ..
هي لك ..
ارسميها كما تشائين ..
وإن سألوك عنها ..
قولي لهم وردة جورية نبتت على شرفات العمر..
قولي لهم ياسمينة هاجرت معي من تلك البلاد ..
قولي لهم إنها فراشة عمري .. تحرسني من نظرات الحاسدين .. وغيرة النساء ..
قولي لهم ما تشائين ..
لكنها نبضات قلبي وهبتها لك .. لأنها لك .. خلقت لك .. رقصت لك .. ضحكت لك .. مالت وتمايلت لك .. وما ثارت في يوم إلا لك ..
ما دقت في يوم إلا حين مرت عليها أناملك ذات صباح وداعبتها بريشة زاهية الألوان ..
هي لك مهما كان اسمها ..
فهي صورة في لوحة عمرك تنتظرك في قلبي منذ ألف صباح .
تَعشقُ الألوان الزاهية أنتَ .. وتَعشقُ جمع الصور ..
وأنا منذ الصغر أهوى رسم الوجوه ..
الوجوه الناطقة ..
لا يهم إن كانت وجوه ضاحكة .. وجوه باكية .. وجوه باسمة .. وجوه مستبشرة .. وجوه مقهورة ..
المهم أنها وجوه ناطقة .
حتى وجهك الملائكي لم ينجُ من ريشتي ..
لم يسلم من خطوط الرسم المتعرجة حول جفنيه .. وتدفق الألوان على حدائق وجنتيه ..
فقد كانت هوايتي منذ الصغر .. رسم ملامح وجهك ومحادثتها .. وانتظارها بين الفينة والأخرى حتى تظهر لي هاشة باشة من محراب الصور .
كنت أمرُّ على ياسمين وجنتيك في كل مرحلة من مراحل عمري ..
أرشه بالندى ..
وأقتلع ما تجرأ من أشواك بريّة حاولت مدَّ جسورٍ لها من المحبة حول حدائق عينيك .. وقبل أن أغادر أترك بصمة خفية بأنامل ريشتي بين حاجبيك ..
ثم أودع الصورة في محراب الصور .
اليوم بعد أن أطفأت شموع الميلاد وأصبح عمري دهراً من الزمان عدت لأرسم لك بين عينيك همسة بألوان الطيف التي تحب .. ولأضع لك على وجنتيك لمسة ندية بريشتي التي تقطر منها أزهى الألوان ..
أخرجت الصورة من محرابها .. نظرت إليها ملياً كمن يفتش عن عمر تاه منه وسط زحف السنين .. حدقت في الألوان .. ثم دغدغتها بفرحة اللقاء ..
ضحكت الصورة ..
نهضت من محرابها ..
ورفعت إلى عينيَّ عيناها .. ومرّت كلمح بالبصر بأناملها المرتجفة على خدي وطبعت قبلة اشتياق ..
ثم تمتمت متمنية لي أطيب عام ..
نطقت الصورة ..
سمعت صوتها هامساً في يوم عيدي ..
وتواطأت مع همساتها دقات قلبي وتمايلت لها كغصن الريحان ..
لا تهزي قلبي ..
جاءني صوتها محذراً ...
أخشى أن تتساقط رطب قلبي منك وتقع في علبة الألوان ..
إنها رطب قلبي ..
إنها عصية على الألوان ..
هي لك ..
عتقتها دهراً بأكمله .. خبأتها عن عين الشمس القائظة .. وعن ضوء القمر الساهر .. وعن عواصف أيلول الرمادية .. وعن غدر نيسان ..
هي لك ..
ارسميها كما تشائين ..
وإن سألوك عنها ..
قولي لهم وردة جورية نبتت على شرفات العمر..
قولي لهم ياسمينة هاجرت معي من تلك البلاد ..
قولي لهم إنها فراشة عمري .. تحرسني من نظرات الحاسدين .. وغيرة النساء ..
قولي لهم ما تشائين ..
لكنها نبضات قلبي وهبتها لك .. لأنها لك .. خلقت لك .. رقصت لك .. ضحكت لك .. مالت وتمايلت لك .. وما ثارت في يوم إلا لك ..
ما دقت في يوم إلا حين مرت عليها أناملك ذات صباح وداعبتها بريشة زاهية الألوان ..
هي لك مهما كان اسمها ..
فهي صورة في لوحة عمرك تنتظرك في قلبي منذ ألف صباح .
via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=35013&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق