الأحد، 29 ديسمبر 2013

الأمل -السيد القبيلي

طوال الخمس عقود من حياتي أنا وأسرتي لاننتمي لأي حزب أو جماعه ونرقب من بعيد كل مايدور حولنا من ثقافات وإنتماءات وبرامج وحوارات مختلفة وأعحبني قول الشيخ الجليل محمد متولي الشعرواي رحمة الله عليه عندما سئل لاي حزب تنتمي قال :أنا مسلم ولدت على الفطرة الاسلامية وديني هو الاسلام وسنتي هي هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوفي على هذا الحال ولما كنت على يقين بإن هذه الاحزاب كلها تخدم مصالحها فقط وتخدم شخص بعينه وتعمل على ارضائه ولم اجد حزبا معينا يدافع عن مباديء وقيم أخلاقيةمجرده وعامه وتعمل على مصالح الجميع فأثرت البقاء بعيدا عن كل هؤلاء ولست وحدي في الوطن بل يوجد الكثيرين من أمثالي يحبون الوطن ويعشقونه ويضحون بارواحهم ودمائهم من أجله وهم الذين يدفعون الكثير لكن لاأحد يبالي بهم وليس لهم اهواء او مطامع شخصية بل كل مايصبون اليه هو الامن والاستقرار والعيشة الهنية والعدالة الاجتماعية لكن هيهات بين مايصبون إليه والواقع المرير وذات يوم كنت واسرتي نتجول بكارفور(المول التجاري الكبير بناحية الاسكندرية) وجلسنا نتناول مشروبات على إحدى الكافتريات به وبقى بجوارنا مقعد خال وإذبفتاة عربية ترغب في الجلوس عليه معنا فسمحنا لها بذلك وكانت ترتدي نقاب ولايظهر من وجهها إلا العينين وفهمنا من لهجتها بأنها من الدول العربية وطلبنا لها مشروب كما تحب ان تتناول فرفضت بشده وقالت أنا ما رغبت في الجلوس معكم إلا لاني وثقت فيكم وإنكم اسرة واحده ولكن معي مصاري كتير فقلت لها ولكن واجب علينا ضيافتك طالما اتيتي علينا وجلستي بجوارنا فأبت واحترمنا رغبتها وقالت من واجب الاسلام التعارف فقلت لها أنا محمد إبراهيم والتي بجوارك على اليمين نهال وعلى اليسار نور والصغيره هذه شهد .قالت وانا نيره من السعودية وفي زيارة لمصر وكنت أأمل أن أجد مصر كما قصت لي امي عنها وابي وكل قبيلتي وإغرورقت عيناها بالدموع وأكملت حالها اليوم لايسر ونحن نشعر بالامان طالما ظلت مصر قوية شامخه فنستمد منهاالقوة ونشعر بالامان والامل في غد ..واخشى أن تتحول مصر كالبنان أو العراق اوسوريا أو السودان فماذا بقى لنا نحن العرب ..شعرت بمدى مكانة مصر لدى اخوتنا العرب واخذت تسترسل في الحديث وتقول أبدالم أتخيل يوما أن مصري يقتل مصري مثله أو يحرق أو يدمر أو يزج بالكثيرين في السجون من اجل الحرية والمبادء والقيم .هنا فقط تنبهت أن الاعلام المصري مقصر في حقنا وفي حق الاخرين في طرح وجهات النظر وعرض مايحدث على الاخرينليست فقط على الحكومات بل واجب عليه عقد الندوات في شتى ربوع الوطن العربي لاعلام الجميع من الشعوب العربية بل والعالم كافة فقالت ان ثورة 25يناير كانت فخرا لنا جميعا وكنا نشعر بأننا وصلنا الى عنان السماء فأطحتم بها وجاء إنقلاب 30/6 وعدنا الى نقطة البداية ووصلتم الى ما وصلتم إليه والله أعلم بالغيب ماذا سيحدث وكل يوم يزداد الامر سوء وجففت عينيها ونظرت إليها نظرة إعجاب وتطلع وقلت لها تسمحي لي بأن أتناقش معك فيما تفكرين فيه اوتعتقدينه على صواب من وجهة نظرك قالت :كلي اذان صاغية الحجة بالحجة والدليل بالدليل ولدي لب افكربه ولديك لب تفكر به واثق في فكري وتثق في فكرك واكيد سنلتقي في نقاط ..أكيدأخذت نفس عميق وقلت لها بعد ثلاث عقود من الفساد في كل شيء واستحواذعلى السلطه كان لابد من بزوغ فجر جديد تسطع عليه شمس مشرقة تذيب الجليد وتفك الايادي من القيود وترفع عن الافواه الاكمه وها قدحدث في 25 من يناير والمحلل السياسي البارع كان امام خيارين لهما ثقل على الواقع اياكان هدفه وانتمائه وله قاعدة عريضة تكاد تصل لكل بيت من بيوت مصر الاخوان والحزب الوطني وكلاهما مر ولكن الظاهر للسواد الاعظم من الشعب أن أولهما ذاق مرارة كبيرة السجون والتعذيب وغيره والظاهر للعامة انهم ظلموا كثيرا فتعاطف الناس معهم نكاية في الحزب الوطني وقلنا كغيرنا الكثيركلاهما مر ولكن كشعب عاطفي نمنحهم الفرصة لعلهم ينجحوا ونحقق ما ينادون به من افكار وشعارات تحت مظلة الاسلام وقد كان ..منحوا الفرصة وفاقوا من الحلم الذي روادهم كثيرا الوصول للسلطة فاستيقظوا من سباتهم فوجدوا أنفسهم فيها ..لافكر ولابرنامج ولاسياسة ولادين ولاديمقراطية ولاعدالة ولاثمة شيء يذكر إلا خدمة مصالحهم واهوائهم فقط لاغير لاإنتماء لوطن ولامصلحو لوطن ولاثمة شيء يذكر ولا حتى خطاب يليق بمكانة مصر وسمعتها الدولية أقسم لك كغيري كنت أخجل من نفسي وهو يلقي خطابا في المحافل الدولية وما يصدر منه من أفعال فما بالك بالخطب المحلية مهزلة بكل المقاييس والكل شاهد بإم عينيه وسمع بأذنية نهايك عن الانتماء للوطن وعدم التفريط في حبة رمل من رماله والكل علم ماكان سيحدث من تفريط في حق الوطن والكل شاهد خروج القتله من السجون والعفو عن المعتادي الاجرام والكل شاهد ذلك ولاداعي للخوض في التفاصيل لانها تحتاج الى مجلدات وكان لابد من الخروج مرة ثانية واتى يوم 30/6 وكان لسان حال الجميع لماذا يصمت الجيش عما يحدث كما كنا قبل ال25 من يناير كان لسان حال الجميع أين القوات المسلحه . وساق لنا القدر رجل المهام الصعبه الذي حمل على عاتقه الكثير وننتظر منه الكثير واتذكر قول القدير المرحوم عمر سليمان أن ثمن الحرية غال جدا ولابد من ثقافة الشعب اولا قبل الحرية والديمقراطية الهرجله والنظام .الفكر والجهل .العلم ولكل شيء ثمن ولابد من تحمل الثمن حتى نصل الى الامان ولابد من بتر العضو الفاسد حتى يستقيم الجسد وإلا إنتشر السرطان في جميع اجزاء الجسم من هم رجال القوات المسلحه؟ اليسوا مصريين ابني واخي ووالدي وعمي وجاري ورجال الشرطة اليسوا كذلك ولو سقط هؤلاء من يدايفع عنا من يحمي حدودنا من يحمي اوطاننا من يسهر على حمايتنا من نستمد منه الامن والامان اليسوا رجال الشرطة والجيش كلا في موقعه شاهدي خريطة الوطن العربي وخاصة مصر من الجنوب وما يحدث في السودان من الجهة الغربية ليبيا وما يحدث فيها سوريا وما يحدث فيها -الدول العربية وما يحيط بها من ناحية إيران وهاهي امريكا وموقفها من الاخوان ألم تظهر الصورة واضحه امام عينيك واكتملت بعد تفجير مديرية امن الدقهلية وتصريحات امريكا وانجلترا إدرسي جيدا التاريخ وإقرائي عن تاريخ الجماعه منذ تأسيسها وحتى اليوم ومافعلوه بالنقابات المهنية وقارني التاريخ بما يحدث -لو سقطت مصر ماذا بقى للعرب بل وماذا بقى للمسلمين أرجعي الى قول الشيخ الشعرواي من قال مصر كافرة ..!؟ دعك من هذا وذاك وتعالي معي للعلوم الحديثه وما استقر عليه القانون الدولي من ان الدولة تتكون من ثلاث اركان ركن الاقليم وركن الشعب وركن السيادة والشعب هم مصدر السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وان خرج الشعب علىالحاكم فوجب طاعتهوالامتثال لاوامره وتحقيق مطالبه لانه هو صاحب السياده على كل شيء وتأكيدي ان بعد 25 يناير لن يبقى الشعب حاكم ايا كان وهو غير راضي عنه طالما فيه اناس شرفاء يحبون الوطن ويضحون من اجله بارواحهم ودمائهم وستبقى مصر شامخه رغم انف الحاقدين لان الله ذكرها في القران ويحفظها دائما من كل سوء ومن كل مكروه من دحض الغزاه ؟ من رد الصليبين .؟ من قهر الروم ؟ من قهر الهكسوس ؟ تذكري مصر ايام سيدنا يوسف ألم تكن حصن للعالم اجمع ايام السنيين العجاف -مصر باقية إنشاء الله والامل في غدا واعدك وتذكري هذا الحديث وهذا المكان ..وأخذت اضرب لها الامثلة من الواقع المرير الذي مر بنا طوال السنوات الماضية ومانحن عليه الان وغدا لناظره قريب وان كنت أامل في العفو عند المقدره وبقاء من يمد يديه للوطن ولنا في الرسول القدوة الحسنة عندما فتح مكه وقال من اغلق عليه بابه فهو امن نظرت اليها وقلت لها أأمل أن اكون قدمت لك شيء اقنعك ..لاح على نظراتها القبول وقالت أكيد سنلتقي مرة ثانية وللحديث باقية إبتسمت شهد لها وقالت اتعرفين ..فنظرت لها فصمتت وقالت :أتعرفين مجلة انهار أن والدي يكتب فيها قالت نعم وأقرأله .وأعلم مايدور في لبه ترى ماذا تعرف ....!؟





via منتديات مجلة أنهار الأدبية http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=35083&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق